النحلة ليس لديها وقت للحزن
في بعض الأحيان تكون المشاكل أكبر من استيعابنا أو قدرتنا كمواجهة الأزمات ، ومساعدة كافة المشردين في مدينتنا، هؤلاء الذين يسيرون في الشوارع بلا مأوى، والكثير من المشاكل الأخرى التي تعجز حتى أكبر وأعظم العقول على حلها، ولكن! ماذا إذا ألقينا نظرة على الطريقة التي يتبعها النحل لإنهاء المشاكل؟
إنَّ حياة النحل من أكثر ظواهر الخلق دهشةً ، حتى إن بعض العلماء والباحثين يعتقدون أنَّ حضارتها وحياتها الاجتماعية أكثر تطوراً من حياة الإنسان ، فأنت لا تعثر على أي مجتمعٍ متطورٍ قد حلَّ مشكلة «البطالة» و«المجاعة» بشكلٍ كاملٍ ، إلّا أنّ هذه المسألة قد حُلَّت تماماً في عالم النحل (خلايا النحل) ، فلا يُعثُر في هذه المدينة على زنبورٍ عاطلٍ عن العمل أو زنبور جائعٍ أيضاً.
إذ ينقسم النحل في الخلية الواحدة إلى فرق، منها من يلازم الملكة دون مفارقتها، ومنها من يجهز الشمع ويصنعه، ومنها من يبني البيوت، ومنها من يسقي الماء ويحمله على متونه، ومنها من يكنس الخلايا ويتخلص من الأوساخ والزبل والجيف، وإن رأت النحلات نحلة دون عمل فإنها تقطعها وتقتلها لكي لا تعدي بقية النحل ببطالتها، وتفسد باقي النحلات العاملات..
فشعارات مملكة النحل واضحة، وقوانينها صارمة:
“لا مجد لك بمعزل عن مجد قومك
ما لا يفيد السّرب لا يفيد النحلة
ولا مجد لنحلةٍ في خليةٍ منهارة”
إن عمر النحلة الواحدة يتراوح ما بين ستة أسابيع إلى عشرين أسبوعًا، وتقضي معظم حياتها وهي تجمع رحيق العسل الذي لا يكاد يتجاوز ملعقتين ونصف الملعقة من العسل، ولكنها في الوقت نفسه تشارك في بناء مستعمرة النحل النموذجية التي تبقي باقي أبناء فصيلتها على قيد الحياة.
يلفت هذا أنظارنا إلى أكثر ما يميز النحل وهو أن كل نحلة لا تستحوذ على شيء لنفسها فقط، ولا تعمل بمفردها، ولا تفعل كل شيء بنفسها.
كذلك أنت لا يجب أن تعمل أبدًا بمفردك، ولا أن تعيش في معزل عن الآخرين، ولا أن تحتكر شيئًا لنفسك دون مشاركة مع الآخرين.. كن معطاءً، بنَّاءً، قويًّا بمن حولك وعزز علاقتك بأحبتك: عائلتك .. أصدقاؤك .. زملاء عملك.. ومجتمعك ..
في كل الأحوال إذا أردت أن تكون إنسانًا جيدًا فعليك الاقتراب أكثر إلى عالم النحل، والتعرف على حياته وطريقته في أداء عمله، تأكد أن هذه الكائنات الصغيرة بإمكانها أن تعلمك الكثير.
1 Comment
مقالة رائعة وملهمة جداً