الوجه المشرق لكورونا
ذرةٌ لا تكاد ترى بالعين المجردة لكنها أوقفت العالم بأسره ولم تقعده!!إنه فيروس كورونا الذي يراه الكثير كشبح يترقب بالأرواح، وكابوس بات يؤرق المضاجع،
ولكنهم لم يروا في الحقيقة إشراقةَ القدر التي تتوارى خلفه.. كما لا يرى من في ظلمة الليل، النصف الآخر المشرق من الأرض.فها نحن نرى الوجه المشرق لكورونا في تدريبنا على مواجهة الأزمات، والتكيف مع متغيرات الحياة..
فترى الأعمال عن بُعدٍ سيرت ، و مؤسسات التعليم نحو التقنيات اتجهت ، فانتظم طلبة العلم من بيوتهم مدركين أن العلم هو سفينة النجاة وشريان الحياة.
وبفضل كورونا تعززت ثقافة النظافة التي هي من أساسيات الدين..
والعزل المنزلي الذي فرض احترازًا من تفشي كورونا، كان سببًا في انحسار التلوث البيئي والاحتباس الحراري.
ورغم تضجر الكثيرون من العزل صبح مساء؛ تجد من تحولت حياته بعده إلى نعيم؛ لأنه ارتقى بتفكيره عن السلبية، وأزاح عن عينيه النظرة السوداوية، وابتعد عمن لا يحسنون سوى الشكوى والتحسر من كورونا، وذم الفراغ الذي يقتلهم بسببه، والحزن الذي يحيط بهم، وأن كل يوم أسوء من سابقه، فتمضي ساعاتهم وأيامهم دون إنجاز، ولا أهداف، ولا أحلام.. فهم في الحقيقة على هامش الحياة، زائدون عليها.
لذا كان لزامًا على هذا المتفائل تهميشهم، والالتفات إلى السؤال المهم (ما الذي يمكنني فعله الآن؟) و (كيف أستفيد من أزمة كورونا؟)
إنه يفكر دومًا في الكيفية الأنسب التي يمكنه بها تحويل الخسائر إلى أرباح، والاستثمار الأمثل لتك الأوقات الفائضة، فتراه يلتحق ببرامج فردية وجماعية، يتعلم فيها الكثير من المهارات التي يحتاج إليها، ويطور نفسه، ويقرأ الكتب، وتجده لا يكتفي بتحسين ذاته؛ بل يطمع إلى أن يكون مؤثرًا على غيره، فاعلًا في مجتمعه، فيوظف قدراته، عبر التقنيات الحديثة وشبكات التواصل؛ ليحدث أجمل الأثر.
لقد أخذ درسه جيدًا من كورونا أنه: ” إذا لم تتغلب على المِحْنَة؛ فلا تكن أقلَّ من أن تُحسِنَ استثمارها لصالِحِك، وأن تغير نفسك ونظامك نحو الأفضل..”.