جوع الحُبّ
ما الصعب في أن نجعل كل شأن من شؤون حياتنا طقسا من الحب؟!
فما أجمل كلمة حب تقال لزوجتك بعد طعام جميل تُعبر فيه عن الوفاء، وما أجمل كلمة حب لزوجك بعد رحلة أو زيارة ترفيهية قضيتم بها أجمل الأوقات.
وما أرق كلمات الحب للأطفال في الصباح والمساء، تزرع فيهم الأمل، وتكرس فيهم جمال العمل، وتعمق فيهم الثقة بالنفس، وتحفزهم على المزيد من الإبداع.
وما أسمى الحب حينما يكون شعارنا مع والدينا؛ حيث التعبير الصادق عن الدَّيْن الكبير لهما في أعناقنا.
إن فئات عديدة من مجتمعنا مع الأسف، منقادة لعاداتٍ وأفكارٍ ومفاهيمَ مغلوطة ممقوتة، وهي عدم إيمانهم بالعواطف الإنسانية، وأنها في نظرهم سوف تحط من قدرهم وهيبتهم، فتنشأ لدينا أجيال جائعة المشاعر..
وجوع المشاعر هو أخطر أنواع الجوع ؛ لأنه يؤدي بصاحبه إلى سلوك طرق غير مشروعة لإرضاء ذاته وإشباع مشاعره الجائعة؛ فيصبح فريسة الاصطياد في الماء العكر.
إن كلمة الحب في بيوتنا، ونظرة الحب، ولمسة الحب، وضمة الحب، وقبلة الحب، وبسمة الحب، والتشجيع والثناء؛ أشياء بسيطة تحمينا من صناعة جيل يتخبطه الفراغ العاطفي.
فالنظرات الحانية، والأفعال الإيجابية، لها تأثير السحر على القلوب، فكم نظرةٌ رَدّت لقلوبنا النبض، وكَم مِن الأفعال والهدايا الصغيرة التي صَنعتْ لحياتنا معنى.!
كلّنا بحاجة إلى الحُب على اختلاف أعمارِنا وأحوالنا، ولكن لابد أن ندرك أنه ليس هناك ما يمنح مجانًا في الأرض، لن يحبك الآخرون مالم تحبهم، ولن يهبك الآخرون الحب الذي هو أثمن ممتلكاتهم مالم تهبهم أثمن ممتلكاتك.