كن أنت ..
في سن العشرين يهتم الشخص ويقلق بما يقوله الناس عنه ..
في سن الأربعين يعرف الشخص أن الناس يقولون عنه كذا وكذا ولكن لا يبالي..
في سن الستين .. يكتشف الإنسان أنه لا أحد كان يهتم به ولا بما يفعله !!
لذا كن أنت .. وتصرف بعفويتك ولا تلتفت للآخرين.
لا تكن فرشاة ألوان بيد الآخرين، بل كن أنت الفنان ترسم حياتك بما يتفق مع ميولك وقدراتك.
لا تحاول أن تظهر ما ليس فيك فتشقى ليسعد غيرك، تذكر أنك مختلف تمامًا ولست نسخة من شخص آخر، إياك والتقليد الأعمى الذي لا يناسبك، فتصبح كالغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة، ففشل فشلا ذريعا ولم يستطع تقليدها ونسي مشيته أيضا، ففقد هويته عندما بحث عنها من خلال غيره.
كن أنت كما أنتَ متميزًا بما حباك الله من نعم ومزايا، ولا تستصغر من شأن نفسك وشأنها، فإن قطعة الألماس رغم صغرها أثمن من سلسلة جبال.
طور مهاراتك، وكثف معلوماتك، وحدد هدفك، وقاوم للوصول إليه، اجعل من حياتك مثلا يحتذى، وقصةً تدون بماء الذهب.
كن أنت كما أنت قنوعًا بما فُطِرتَ عليه، ولا تخجل من صفاتك الخَلْقية فالعجز ليس في الخِلقة بل في الخُلُق والفكر.
تخلص من عُقدك ومعتقداتك الخاطئة، واعلم أن الاختلاف من سنن الحياة؛ فحتى التوائم يختلفون، وإن تشابهوا في الشكل فصفاتهم حتما تختلف، فكل منا له قالب خاص به فلا تُقولب نفسك لتكون غيرك، فتضيع أنت ويبقى غيرك.
قدم الخير والعطاء قدر استطاعتك، واجعل لنفسك عمرًا لا ينتهي بأخلاقك.. بأعمالك.. بروعة ابتسامتك.. بإنسانيتك، وإياك والاعتقاد بأنك لست جيدا بما فيه الكفاية؛ فالناس سيعاملونك بقناعاتهم وأفكارهم، فلا تلتفت لهم، ولا تتوقف عن محاولاتك في الإشراق كما لو أنك خلقت لتضيء الكون.
كن أنت ولا تكن هُم ..
كن مصدر ضوء ولا تكن انعكاساً !!
كن أنت قلبًا وقالبًا ما دمت لربك قاصدًا، ولدينك حافظًا، ولنفسك بَانِيًا.
كن أنت الحياة بأجمل ما فيها، وأسمى معانيها~
عش يا صديقي غنيّ النفس مبتسماً~